روايات رومانسيهرواية تعافيت بك

رواية تعافيت بك الفصل 22

رواية تعافيت بك الفصل 22 “رواية تَعَافَيْتُ بِكَ” كُل العيون مرت منسية إلا عيونِك..
إذا تسألت عن أفضل شعور يشعر به المرء، سأخبرك بأن يتحقق حلمك ويأتي من يتباهى بِكَ وكأنك أعظم إنتصاراته، قد تظن أنك مُهمشًا ولكنك في الحقيقة أمنية لشخصٌ ودّ لو عثُر عليك. رواية تعافيت بك الفصل 22

بعد وصف «ياسين» أنها تشبه الفراشة في سحرها ودلالها، إعتلت الدهشة الفَرِحة لأوجه الجميع، بينما والدتها في تلك اللحظة شعرت بالفخر لكونه يَنصر صغيرتها، بعدما صمت عن حديثه، أعاده من جديد وهو يقول:

“ودا مش مجرد كلام وخلاص، أنا فعلًا بعتبر نفسي محظوظ بِحبي لـخديجة، وشايف إن ربنا بيكرمني بهدية كبيرة أوي بعد الصبر اللي صبرته في حياتي”

حسنًا هو يؤكد حديثه أمام زوج من الأعين التي تُطلق سهامها، بالطبع هي أعين «مُشيرة»، التي لاحظ «ياسين» نظرتها، فبادلها بمثيلتها وكأنه بذلك يعلن تحديه لها، لاحظ الجميع تبدل وجه «مُشيرة» و «هدير» التي تصنعت الامبالاة، بينما تحدث «وليد» بفخرٍ وهو يقول:

“إيه الجمال دا كله، أنا كدا فعلًا أتأكدت إني أخترت لأختي صح، ولا إيه يا جماعة”

وافقه الجميع في الحديث، بينما «طه» كانت نظرة الإعجاب بموقف «ياسين» واضحة أمام الجميع لم يستطع السيطرة على ظهورها، لذلك أردف قائلًا:
“ربنا يكرمك ويعزك يا ياسين، وشكرًا على كلامك في حق بنتي”

نظر له «ياسين» بثبات ثم قال:
“شكرًا لحضرتك يا عمي، بس دا مش كلام، دي حقيقة والمفروض كل اللي خديجة في حياته يتباهى بيها كدا”

بعد تلك الجملة تبدلت نظرة «طه» لنظرة أُخرى مُسائلة، بينما «ياسين» في تلك اللحظة وجه «بصره» نحوها لكي يرى ردة فعلها، وبمجرد وقع بصره عليها، علم أنها في ذروة توترها، نتيجة للتتبع الأبصار لها بعد حديثه، كانت متعرقة بشدة وتفرك كفيها معًا، كما أن رجفة يديها كانت واضحة للعيان، هذه هي الأعراض الظاهرة، لكنها أيضًا كانت تُعاني من آلام في معدتها، كما إن الصداع داهمها مرةً واحدة، كانت الهمسات منتشرة بين الجميع، بعد ذلك الموقف، في تلك اللحظة ود «ياسين» أن يأخذها بعيدًا عن الجميع، وبالفعل قرر تنفيذ ذلك القرار، فوقف فجأة ثم قال بلباقته المعتادة:

“معلش يا جماعة بعد إذنكم أنا بس مضطر أستأذن، وبعد إذن حضرتك يا عمي خديجة هتيجي معايا مشوار مهم ومش هأخرها متقلقش”

عند طلبه رفعت رأسها وهي تنظر له، فوجدته يبادلها النظرة، بينما «طه» أجابه مُستفسرًا:
“طب ما تقعد معانا شوية ليه تسيبنا وتمشي”

إبتسم له «ياسين» وهو يقول:
“أنا متأسف يا عمي بس أنا عاوزها في موضوع مهم”

فهم «وليد» سبب مطلب «ياسين» فتدخل قائلًا:
“خلاص يا عمي خليهم ينزلوا سوا علشان يكونوا براحتهم، يلا يا خديجة روحي مع ياسين”

كانت نظرات الجميع مُتعجبة لما يدور، وقبل أن يتحدث «طه» ويبدي إعتراضه، تدخل «وئام» قائلًا:
“خلاص يا عمي خليهم ينزلوا سوا أحسن من الزحمة اللي هنا”

أومأ «طه» في هدوء، ثم نظر لإبنته وجدها تنظر أرضًا، لاحظ «ياسين» نظرته،فذهب إليها وأمسك كفها ثم قال مودعًا الجميع:
“عن إذنكم يا جماعة وأنا إن شاء الله مش هأخرها”

كان كفها يرتجف بين كفه، لذلك ضغط على كفها لكي يطمئنها، خرج بها «ياسين» من الشقة تحت نظرات «الحنق» من «مُشيرة» و «هدير»،
في تلك اللحظة إقترب «وليد» من «طارق» ثم قال له بمزاح:
“لو معاك دوا ضغط إلحق عمتك مُشيرة بيه”

إبتسم «طارق» ثم قال بنفس النبرة التي يتحدث بها «وليد»:
“اللي محتاج الدوا فعلًا هدير العقربة الصغيرة”

إبتسما الأثنين معًا، فنظر لهما «وئام» مُستفسرًا، أشار له «وليد» وكأنه يقول له:
“لا شيء”
_____________

في الأسفل بعدما خرجا سويًا من البيت ولازال كفه يعانق كفها وكأنه يبثها الطمأنينة المفقودة، وبعد مُدة من السير على الأقدام وقف «ياسين» ثم التفت مواجهًا لها وهو يقول:

“ها أحسن دلوقتي ولا لسه متوترة؟”

رفعت رأسها ثم أخذت نفسًا عميقًا تبعته بقولها:
“أحسن كتير الحمد لله، بقيت أهدى”

أومأ لها ثم أمسك كفها مرة أخرى وهما يسيران معًا، ولكن تلك المرة بتروٍ عن المرة السابقة، وبعد السير فترة كبيرة نظر لها بطرف عينه فـرآى التخبط جليًا بوضوح على ملامحها، أعاد فعلته السابقة ووقف مواجهًا لها ثم قال:

“أنا مش عاوزك تشكريني ولا عاوزك تفكري أنا قولت كدا ليه، علشان دا حقك عليا وأنتِ مراتي ولا يمكن أسمح لأي حد يهينك أو يقلل منك”

نظرت له مُتعجبة من كيفية قراءته لأفكارها بتلك السرعة، وما أظهر دهشتها، كيف أستطاع معرفة كل ما يجول بخاطرها دون أن تتفوه به، نظر لها ولتعجبها، فأخذ نفسًا عميقًا ثم قال:

“بُصي يا خديجة أنا عمري ما هقدر أشوف حد بيحاول يزعلك وأقف ساكت، زي ما عمري ما هقدر أقابل ربنا وأنا مزعلك ولا عمري هعرف أقابل سيدنا “مُحمد” وأنا مزعلك مني، لأني ببساطة كدا أنا مش قد الوصية اللي الرسول وصاني بيها”

نظرت له مُستفسرة ثم قالت:

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

 

“يعني إيه مش فاهمة حاجة، وإيه الوصية دي؟”

أمسك كفها ثم إقترب من أحد الأرصفة في الشارع وجلس عليها ،ثم أجلسها بجانبه كانت مُتعجبة من فعلته، لكنه وأد نظرة إعجابها حينما قال يُمازحها:

“لأ ميغركيش إني لابس بدلة ولا إن أنا مهندس، أنا قضيت حياتي كلها على الأرصفة كدا”

إبتسمت على حديثه وطريقته، بينما هو نظر لها بعمقٍ ثم قال:
“بُصي يا ستي الرسول صلى الله عليه وسلم وصى الرجال على النساء، وربنا سبحانه وتعالى جعل القوامة للرجل علشان يقدر يقود حياته وحياة الست اللي معاه، ودا مش تقليل منهم ، لأ دا تكريم لأن الست عاطفتها بتغلبها في بعض الأحيان، الفكرة كلها إن العلاقات في حياتنا سهلة إحنا اللي بنصعبها على نفسنا يا خديجة”

سألته مُستفسرة وهي مندهشة من حديثه:
“يعني إيه العلاقات سهلة، طب ما هو إحنا لو بنتعب بنتعب بسبب الناس اللي في حياتنا”

حرك رأسه نفيًا ثم قال:
“لأ يا خديجة إحنا اللي بنصعبها على نفسنا، يعني لو ركزنا على العلاقات اللي في الإسلام هنعرف إنها خُلقت للتسهيل، يعني إحنا طول عمرنا نقول إن الصحاب ملهمش أمان وغدارين وكلام كتير ملوش لازمة، بس لو بصينا على الصداقة الحقيقة هنلاقي أقوى صداقة في الإسلام وهي بين سيدنا محمد و أبي بكر الصديق
“وإذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا” تخيلي صداقة عظيمة زي دي ليه إحنا مناخدهاش قدوة لينا ونكون صحاب سند لبعض؟”

أومأت له مندهشة من حديثه وثقافته، ثم قالت بهدوء:
“فعلًا معاك حق، أنا بجد مبهورة بكلامك”

إبتسم لها ثم قال:
“دا مش كلام دي الحقيقة يا خديجة، وقيسي بقى على كدا علاقة الأخوات، اللي للأسف بقت كلها حروب وميراث ومين عاوز حق التاني، ولو ركزنا هنلاقي إن ربنا وضح علاقة الأخوات في قوله:
“سنشدُ عضدك بأخيك”
تخيلي ربنا جعل القوة للإنسان في أخواته، وهما ملجأ الأمان له بعد ربنا سبحانه وتعالى، ونفس الكلام الزوج والزوجة اللي بقت علاقة كلها حرب على القوامة ومين يثبت إنه هو الأحق واللي كلمته تمشي، مع إن ربنا سبحانه وتعالى وضح لنا العلاقة في الإسلام لما قال:

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾

تخيلي آية عظيمة زي دي يا خديجة ولسه الناس فاهمين علاقة الجواز غلط، لسه مش فاهمين إن الست إتخلقت من ضلع الراجل يعني أقرب مكان للقلب، ربنا جعل في علاقة الزواج المودة والرحمة اللي هما من أعظم السمات اللي في الدنيا يبقى ليه إحنا البشر منقدرش النعم دي بقى؟”

كان «ياسين» مُسترسلًا في حديثه، وهي تنظر له بإعجاب واضح بقوة لم تدخر جُهدًا في إخفاؤه، نظر لها بعدما إنتهى من حديثه فوجد نظرتها تلك، إبتسم لها ثم قال:
“أنا بعد نظرتك دي مش عاوز حاجة تانية يا خديجة خلاص”

شعرت بالإحراج كونها تنظر له بتلك النظرة، ولكنها تصنعت الجهل بالأمر وهي تسأله بتوتر:
“نـ..نظرة إيه دي؟”

وهو على نفس وضعه وبنفس الأبتسامة قال:
“نظرة الاطمئنان دي يا خديجة، دي أول مرة أشوفها في عينيكِ اللي أنا حفظت كل نظارتها”

نظرت له مُستفسرة ثم قالت:
“إزاي حافظ نظاراتي مش فاهمة؟”

قال مُردفًا لها بهدوء:
“علشان كل مرة بشوف في عينيكِ نظرة خوف وكأنك عاوزة تهربي مني، النهاردة بقى أنا مش شايف خوف شايف نظرة مطمنة”

إبتسمت له ثم أومأت قائلة:
“دي حقيقة فعلًا أنا النهاردة بعد كلامك حسيت إحساس غريب أوي، خصوصًا إن علطول عمتو كل كلامها عني بالطريقة دي وأنا مبعرفش أرد عليها”

سألها مُستفسرًا:
“ليه يا خديجة تسكتي عن حقك، ليه تسيبي حد يقلل منك؟”

زفرت بعمق ثم قالت:
“علشان بخاف حد يزعل مني، بخاف حد يحس باللي أنا حسيته، بخاف أقولها كلمة تجرحها أو تجرح مشاعرها ،خصوصًا إني اتربيت إني مينفعش أحرج حد أكبر مني”

نظر لها بفخرٍ ثم قال:
“أهو دا السبب اللي مخليني مبهور بكِ، إنك وبإرادتك أنتِ قررتي إنك متكونيش زي حد بيجرحك ولا إنك تاخدي حقك على حساب اللي قُدامك”

إبتسمت له ثم قالت:
“على فكرة دا مش ضعف مني”

أومأ لها وهو يقول:
“دي قمة القوة يا خديجة، إنك تختاري مشاعر الناس حتى ولو على حساب مشاعرك، بس المهم إن الأمور متزيدش عن حدها”

إبتسمت بحزن ثم قالت:
“للأسف خدت بالي متأخر من حاجة زي دي ، بعدما الأمور زادت عن حدها”

بنفس نبرته الهادئة قال:
“أنا موجود يبقى كل دا هيتصلح، ودا أنا واثق منه”

أخفضت رأسها في خجلٍ بينما قال هو بنبرته التي يغازلها بها:
“تعرفي إن أنا من أول مرة شوفتك فيها عرفت إن هيبقى لكِ معايا حياة تانية؟”

رفعت رأسها تنظر له مُستفسرة، بينما هو نظر في أعينها وقال:
“أصل العيون دي بتقول حكايات، وأنا من أول مرة بصتيلي فيها بعيونك شوفت فيها حياة تانية، وكأن كل العيون مرت منسية إلا عيونِك، من نظرة منهم لفيت الكون كله وأنا مكاني، ساعتها وأنا راجع بيتنا كل اللي افتكرته هي نظرة عينيكِ دي”

تدرجت وجنتيها بحمرة الخجل وأخفضت رأسها بسرعة كبيرة وهي تحاول إخفاء إبتسامتها، بينما هو أخرج زفيرًا قويًا ثظر حوله وجد الشارع خالي من المارة، نظر في ساعة معصمه، وزفر مرةً أُخرى ثم قال:
“طب إيه هنبات على الرصيف هنا ولا إيه؟ تعالي معايا

ثم هب واقفًا ولم يترك لها فرصة للتعقيب بل أمسك كفها وأوقفها، تعجبت من فعلته ثم سألته:
“إيه هنروح فين طيب؟”

أمسك كفها وسار بها وهو يقول:
“كدا كدا إتأخرنا يبقى على الأقل أوجب معاكِ”

بعد تلك الجملة الأخيرة توقفت عن السير ثم سألته بنبرة خائفة:
“هو إحنا هنروح فين؟”

إلتفت ينظر لها بإطمئنان ثم قال:
“متخافيش هخليكِ تشاركيني حاجة أنا بحبها”

وفور انتهاء جملته سار بها وهي خلفه تتبعه بهدوء وتفكر إلى أين سيأخذها.
__________________

في بيت آلـ «رشيد» غادر الجميع الطابق الأول وصعد كل فردٍ منهم شقته،
في شقة «مُشيرة» كانت جالسة برفقة «هدير» إبنة أخيها وكلًا منهن تشعر بالهزيمة، فلم يأتِ في مُخيلة أيًا منهن أن يأتي من يتحدث عن «خديجة» بتلك الطريقة، نظرت «هدير» في وجه عمتها وجدته مُحتقن بشدة وعلامات الضيق بادية على وجهها بوضوح، فتحدثت بصوتٍ مهزوز قائلة:
“مالك يا عمتو في حاجة مزعلاكِ؟”
التفت «مُشيرة» تنظر لها ثم قالت بسخرية:
“لأ وأنا إيه اللي هيزعلني يعني، هو حصل حاجة تزعل ولا حاجة تحرق دمي، وترفعلي ضغطي، إخرسي يا هدير، إخرسي خالص”

نظرت لها «هدير» بضجرٍ ثم قالت:
“وأنا أعرف منين يا عمتو إنه هيقول كدا، وبعدين كنت فكراه عادي يعني مش بيحبها للدرجة دي، لأ بيحبها إيه، دا غرقان فيها”

بعد تلك الجملة صرخت «مُشيرة» في وجهها قائلةً:
“أنتِ عاوزة تموتيني يا بت أنتِ؟ بتقهريني يعني؟”

أطاحت لها «هدير» بلامبالاة، بينما «مُشيرة» وضعت كفيها تمسك رأسها بقوة وهي تشعر بالصداع النصفي يداهمها نتيجة لإرتفاع ضغطها، إقتربت «هدير» تجلس بجانبها أكثر وهي تقول بـهدوء:
“مالك يا عمتو في إيه؟”

نظرت لها «مُشيرة» والأدمع تلمع بأعينها ثم قالت:
“قلبي واجعني أوي يا هدير، قهراني بنت زينب، بقى أنا بعد العمر دا كله بحارب فيهم وفي الأخر يجي واحد زي ياسين دا يقهرني كدا، دا أنا من ساعة راشد ما رفض جوازها وأنا حسيت إن ربنا بينصفني، وإن حق بنتي بيرجعلي”

تعجبت «هدير» من حديثها فسألتها مُستفرة:
“حق بنتك إزاي يا عمتو مش فاهمة”

تبدلت نظرة «مُشيرة» إلى نظرة حاقدة وهي تقول:
“حق بُعد بنتي عن حضن أمها، وتربيتها من غير أم، ليه هي تعيش مع جوزها وعيالها وتفرح ببنتها وأنا أعيش مقهورة”

ربتت «هدير» على ذراعها ثم قالت:
“متزعليش نفسك يا عمتو، بكرة ربنا هيرجعلك حقك وزينب دي ربنا هيخلص منها كل دا في فرحتها ببنتها”

أومأت له «مُشيرة» وهي تمسح دموعها وقبل أن تتفوه بـِحرفًا طُرق باب شقتها، تعجبت «مُشيرة» و «هدير» أيضًا فتحدثت «مُشيرة» قائلة لها:
“قومي إفتحي الباب يا هدير شوفي مين اللي جاي دلوقتي”

أومأت لها «هدير» وقامت لكي تفتح الباب، وبمجرد فتحها الباب وجدته ينظر لها وهو رافعًا أحد حاجبيه وينظر لها مُتهكمًا، بينما هي تعجبت من وجوده ثم قالت:
“أنـــتَ؟”
________________

بعد فترة قصيرة من السير على الأقدام، وصلا سويًا أمام عربة صغيرة وسط الطريق مُتخصصة في صناعة المشروبات
نظرت مُتعجبة للمكان حولها، بينما هو بمجرد وصوله ذلك المكان إرتسمت بسمة عذبة على وجهه، سحب مقعد لها لكي تجلس عليه، فعلت كما أراد، بينما هو جلس على مقعد مقابل لها كانت تنظر له مُندهشة من تصرفاته تلك، ونظرتها واضحة و تَنُم عن ذلك، أما هو حينما رآى نظرتها تلك إتسعت إبتسامته أكثر من ذي قبل ثم قال:
“طب مالك بتبصيلي كدا ليه طيب؟”

هزت رأسها وكأنها بذلك تُعيد تركيزها مرةً أُخرى، بعد فعلتها تلك تحدثت قائلة:
“هو أنتَ إزاي كدا، يعني إيه الأماكن دي وإزاي بسيط كدا؟”

إبتسم نتيجة لقولها، ثم قال:
“كدا إزاي يعني مش فاهم، آه قصدك المكان يعني؟”

أومأت له في هدوء وتلك البسمة الهادئة مرسومة على شفتيها، بينما هو أخذ نفسًا عميقًا ثم قال:

“بُصي يا ستي أنا آه مش وحيد في الدنيا دي، وعندي صحاب الحمد لله بس برضه الإنسان بيجي عليه وقت يحب يفصل من كل دا ، يحب يبقى لوحده بعيد عن كل الدوشة دي، أنا بقى بقعد هنا علشان أفصل من دوشة حياتي”

تحولت نظرتها إلى التعجب ثم قالت:
“طب وهو أنتَ بتيجي هنا لوحدك، أصل المكان دا مفيهوش غيرنا”

إبتسم على حديثها ثم قال:
“الشعب كله هنا يا خديجة، بس أنا اللي أخترت أكتر مكان فاضي، لو مش مصدقاني بصي الناحية التانية كدا”

فعلت كما طلب منها ونظرت للجهة الأخرى وجدتها متكدسة بالأشخاص فجحظت عيناها للخارج ثم قالت:
“يلهوي إيه الناس دي كلها، هما مش خايفين كدا؟”

هز رأسه نفيًا ثم قال بهدوء:
“لأ مش خايفين يا خديجة، هي صحيح زحمة بس كل واحد جواه في راسه زحمة أكبر دي ويمكن هو دا الخوف الحقيقي”

إبتسمت له ثم قالت:
“معاك حق زحمة الدماغ مرعبة أكتر بكتير”

وفجأة تغيرت تعبيراته ولهجته إلى المزاح ليقول:
“طب بقولك إيه بدل درس الفلسفة دا، أنا هطلب حاجة نشربها سوا”

أومأت له، فإتسعت إبتسامته ثم قال:
“هشربك بقى عصير قصب باللبن مدوقتيش زيه في حياتك”

جحظت عيناها للخارج ثم قالت بتعجب:
“إيه عصير قصب باللبن؟ دا إزاي دا؟”

تصنع التعجب والدهشة وهو يقول:
“إيه دا أنتِ مش بتحبيه؟”

حركت رأسها نفيًا ثم قالت:
“أنا مدوقتوش قبل كدا علشان أحبه أصلًا، بس أنا مش بفضل أي حاجة فيها لبن”

حرك رأسه نفيًا بقوة ثم قال:
“إلا دا بقى مينفعش حد يكرهه، وبكرة أنتِ بنفسك تزني عليا علشان أجيبك تشربيه”

وقبل أن تُعقب على حديثه وجدته يُشير للشاب الصغير الذي يعمل على إحدى العربات التي يتم بها عمل العصير، أتى الشاب له ورحب به في حبور شديد، تبادل معه «ياسين» التحية ثم طلب ما يريد تحت نظرات تَعجبها، وبعدما رحل الشاب، نظر «ياسين» لنظرتها المتعجبة، فقال:
“هو إحنا هنفضل نستغرب كتير النهاردة يا خديجة، مالك مستغربة ليه؟”

توترت من سؤاله، لكنها قالت بهدوء:
“لأ أبدًا مستغربة طريقتك مع الولد، يعني شكلك صاحبه”

أومأ لها ثم قال:
“حمادة دا حبيبي، عارفه من ساعة ما كنت في الجامعة، تعرفي إن تاني حد يعرف المكان دا في حياتي”

سألته متعجبة:
“ومين أول حد؟”

أجابها ضاحكًا:
“خالد و ياسر و عامر”

إبتسمت من إجابته ثم قالت:
“بس دول ٣ مش واحد، وكدا أنا الرابعة”

حرك رأسه نفيًا ثم قال:
“لأ التلاتة دول عندي واحد مفيش واحد منهم أعز على قلبي من التاني، وأنتِ تاني حد في حياتي ياخد مكان زي دا في قلبي”

خجلت من إجابته فأخفضت رأسها للأسفل متوترة بشدة، بينما هو نظر للجهة الأخرى وقبل أن يتحدث وجد «حمادة» يقترب بالعصير في يده، فنظر له وهو يقول:
“العصير جه هنشربوا ونمشي قبل ما عم طه يُقيم عليا الحد”

وعلى عكس المرة السابقة إبتسمت من جملته بدل الخوف.
______________

دخل «وليد» شقة «مُشيرة» بعدما قامت «هدير» بفتح الباب له، نظرت له «مُشيرة » بضيق ثم قالت بحنقٍ:
“خير يا وليد إيه اللي جابك؟”

نظر لها و لـ «هدير» أيضًا ثم قال:
“سبحان الله، أطيب خلقه متجمعين سوا؟ لأ متجمعين في المكان اللي تستاهلوه إن شاء الله”

زادت نظرات حنقهما عليه فقالت «مُشيرة»:
“خلص يا إبن مروة عاوز إيه أنا مش فايقة لك”

بعد إنتهاء إستفسارها نظرت لــ يده وجدته يحمل بها دواء وزجاجة مياه، فسألته مرةً أُخرى:
“وإيه اللي في إيدك دا كمان؟”

جلس «وليد» على الأريكة الموضوعة بجانب الباب ثم قال:
“أصل بصراحة طيبة قلبي خلتني مش عارف أنام وعمتي ضغطها عالي وضارب في السما كدا، وأنتِ عارفاني كلي حنية قلب علشان كدا جبتلك دوا ضغط من بتاع بابا أكيد هتحتاجيه”

نظرت له بسخرية ثم قالت:
“ودا من إيه إن شاء الله ؟ وإيه مناسبته؟”

بنفس نظرة الإستمتاع وبنفس النبرة الشامتة قال:
“أصل بعد الكلام اللي إتقال على خديجة النهاردة، وبعد مشاعر ياسين اللي حدفنا بيها كدا الصراحة أنا مستغرب إنك لسه مروحتيش مستشفى لحد دلوقتي”

تبدلت ملامح وجهها إلى الضيق بينما «هدير» تدخلت قائلة:
“عيب كدا يا وليد، دي عمتك برضه مينفعش كدا”

نظر لها «وليد» بسخرية ثم قال:
“دا على أساس إني بفتري عليها مثلًا؟ مش دي حقيقة؟ ، وبعدين عمتك أصلًا قالت قدام الكل من كام سنة إنها بتكره زينب وخديجة”

قبل أن تجيبه «هدير» ردت «مُشيرة» قائلة:
“خلص يا وليد عاوز إيه ؟”

إعتدل في جلسته ثم قال بهدوء:
“مش عاوز حاجة غير إنك تخلي الدوا دا معاكِ علشان هتحتاجيه كتير الأيام الجاية “

قال جملته ثم وضع الدواء و زجاجة المياه على الطاولة الصغيرة الموضوعة تحت نظرات الدهشة والتعجب من عمته وإبنة عمه، قام بتأدية غرضه، ثم تركهم وغادر إلى شقتهم وبسمة الشماتة تعتلي ملامح وجهيهما

نظرت «هدير» إلى عمتها ثم سألتها مستفسرة:
“وبعدين يا عمتو، أنتِ إزاي تسكتيله كدا؟”

نظرت لها «مُشيرة» بنظرة حاقدة ثم قالت:
“خليه إبن مروة بكرة يجي دوره تحت إيدي”
______________

في شقة «طه» بعدما خلد لنومه، كانت «مروة» جالسة مع «زينب» والفرحة تعتلي ملامح وجهيهما فقالت «مروة» بنبرة مُختنقة من شدة تأثرها بالموقف:
“بس شوفتي شكلها يا زينب، جابت كل الألوان اللي في الدنيا، كانت فكراه المسموم راشد و هيعمل زيه”

تنهدت «زينب» براحة ثم قالت مُبتسمة:
“بصراحة عمري ما هنسى شكلها، ولا هنسى فرحة قلبي بالموقف، أنا لو عليا أبوس إيده على جبره لخاطر بنتي، ورفعه لراسنا قدام الناس كدا والعيلة كلها”

قالت حديثها ثم بكت، ربتت «زينب» على ذراعها ثم قالت:
“خديجة طيبة وتستاهل كل خير يا زينب، صدقيني دا عوض ربنا ليها بعد اللي شافته من طه و مشيرة”

بكت «زينب» أكثر ثم قالت من بين دموعها:
“تعبت كتير يا مروة، اتضربت منه كتير واتحبست أكتر، وسكتت أكتر وأكتر ياما ظلمها هو وكلهم”

إحتضنتها «مروة» ثم بكت هي الأخرى وقالت:
“خلاص بقى هي هتنسى كل دا، وأهوه أنتِ شوفتيها بعنيكِ النهاردة، ربنا يكرمها ويقربهم لبعض أكتر”

أومأت «زينب» وهي تؤمن وراء دعاؤها،
في الأسفل وصل «ياسين» برفقة «خديجة» بعدما تبدل حالها كثيرًا قبل نزولهما سويًا، كانت تسير بجانبه بهدوء وهو أيضًا، لكنه كل عدة ثوانٍ يقف يسألها عن حالتها بنبرة إحتفظت بحنان العالم بين طياتها، وفي المرة الأخيرة وقف يسألها أمام البيت، إتسعت ضحكتها رغمًا عنها ثم قالت:
“خلاص يا ياسين والله أنا كويسة وبخير متقلقش”

إبتسم لها ثم قال:
“طيب أنا كدا إطمنت، المهم العصير عجبك”

وعلى عكس عادتها أجابته بحماس قائلة:
“جدًا بجد عمري ما كنت أتخيل إني أحب العصير دا كدا؟”

تبدلت نظرته إلى الخبث ثم قال:
“يعني حبيتي العصير واللي عرفك على العصير مش قادرة تحبيه، والله دا ظلم”

خجلت من حديثه وظهر التوتر عليها بوضوح، وحينما لاحظ توترها أمسك كفها وهو يقول:
“يلا علشان أسلمك ليهم زي ما خدتك منهم”

أومأت له دون أن ترفع رأسها، أخذها وركبا المصعد سويًا وكفه يُعانق كفها بشدة، وصل المصعد أمام شقتها، فــفتحت والدتها لها ظنًا منها أنه «أحمد»، ولكنها تفاجأت حينما رأت «خديجة» و «ياسين» معًا، رحبت بهما، بينما هو إعتذر قائلًا:
“أنا متأسف جدًا على التأخير بس الوقت سارقنا معلش”

حركت رأسها نفيًا ثم قالت:
“لأ يا حبيبي متقولش كدا، الوقت متأخرش أوي ، المهم يلا أتفضل مينفعش تقف كدا”

أومأ لها نفيًا ثم قال:
“المرة دي فعلًا أنا متأخر بجد وعندي شغل بكرة الصبح، أنا بس طلعت علشان أعتذر عن التأخير”

أبتسمت له والدتها ثم قالت:
“تعتذر على إيه بس؟ أنا اللي عاوزة أشكرك على كلامك النهاردة وعلى جبرك خاطر بنتي”

كانت نظرتها ممتنة له، فقال هو لكي يرفع الحرج عنها:
“أنا مش عاوز شكر ولا عاوز أي إمتنان، هي دي الحقيقة وخديجة فعلًا مكسب لأي حد”

مسحت «زينب» دمعة بسيطة فرت من بين أهدابها، بينما «ياسين» التفت ينظر إلى «خديجة» وجدها تنظر له بإعجاب واضح، و أمام والدتها إقترب منها وطبع قُبلة بسيطة على جبهتها ثم قال:
“تصبحي على خير”

إبتسمت والدتها على فعلته تلك بينما «خديجة» زاد توترها وخجلها وزادت ضربات قلبها حتى أنها أجزمت على أنهما سمعا صوت قلبها النابض بقوة، حينما إنتبه «ياسين» إلى الموقف بأكمله حمحم بإحراج ثم قال:
“عن إذنكم أنا أتأخرت”

قال جملته ثم أسرع خطواته إلى المصعد، بينما «خديجة» كانت على وشك البكاء، حتى أنها شعرت بالخوف ولوهلةٍ ما خشيت وجود والدها فإرتمت بين أحضان والدتها، لاحظت والدتها إرتجافها، فربتت على كتفها ثم قالت:
“بس إهدي مفيش حاجة يلا ندخل علشان ترتاحي”.
____________

بعدما نزل من الشقة كانت بسمة بلهاء مرسومة على شفتيه، وحينما تذكر نظرة والدتها قال:
“شكلي كان متخلف بس مش مشكلة بتحصل”

إتسعت إبتسامته أكثر، وخرج من البيت، سار على قدميه وهو يتذكر اليوم بأكمله وكلما تذكر بسمتها وهدوئها ورقتها شعر بالحب يغمره أكثر تجاهها، وبعد فترة من سيره على الأقدام وجد نفسه أسفل بيت «ميمي» حرك رأسه بيأس حينما وصل صوت الأغاني المُرتفعة من الشقة، وكالعادة قام بفتح الباب وجد «خالد» نائمًا على الأريكة و «ميمي»تضحك بقوة على «ياسر» و «عامر» يدربه على الرقصات الشعبية التي يقوم بها بمهارة، ضحك «ياسين» على المنظر ثم قال بصوتٍ عالٍ:

“حمار بيعلم أهطل، لا الحمار عارف يعلم ولا الأهطل عارف يتعلم”

ضحك الجميع على جملته بينما هو إقترب من الأريكة وقام بإيقاظ «خالد» من نومه، إستيقظ «خالد» وهو يسأله مُستفسرًا:
“إيه اللي أخرك كدا ياض؟ هما كانوا عازمينك على السحور ولا إيه؟”

إبتسم «ياسين» والجميع أيضًا، ثم قال:
“لأ يا خويا أنا مكالتش أصلًا وجعان ، عاملين حسابي في أكل؟”
أومأ له «خالد» وقبل أن يتحدث، تحدث. «ياسر» قائلًا:
“آه فيه أنا عامل حسابك في أكل هتلاقيه في فرن البوتجاز مخبيه من عامر”

نظر له «عامر» بحنقٍ ثم قال بسخرية:
“مخبيه من عامر ليه يا حبيبي فاكرني من سلالة يأجوج و مأجوج؟”

ردت «ميمي» مُعقبة:
“يعني يا عامر لو كنا قولنالك إن فيه أكل لـياسين كنت هتسيبه؟”

حرك رأسه نفيًا ثم قال بثقة:
“لأ طبعًا دا أنتم بتحلموا، بس برضه كنتم عرفوني”

رد عليه «ياسين»:
“يعني أكل ولا لأ؟ لخص؟”

أطاح له «عامر» برأسه ثم قال:
“لأ مليش نفس كُل أنتَ خلاص”

حرك «ياسين» رأسه بيأس ثم أخرج زفيرًا قويًا وقام ليجلب الطعام، خرج من المطبخ وجلس على طاولة السُفرة، وأثناء طعامه إنتهت الأغنية الشعبية، وتبدلت بأخرى رومانسية، قام «عامر» ليبدلها لكن «ياسين» أوقفه بسرعة قائلًا:
“لأ سيبها يا عامر متقلبهاش، أنا عاوز أسمعها”

نظر له الجميع بتعجب، وأول من تحدث كان «ياسر» حينما قال:
“إيه فكرتك بخديجة ولا إيه؟”

كانت نبرته خبيثة أكثر من كونها مُستفسرة، نظر الجميع منتظرين إجابة «ياسين» أما هو حينما سأله«ياسر» إبتسم بحالمية ثم قال:
“وهو أنا بنساها علشان أفتكرها؟

خرج تصفيقًا حارًا من الشباب وإتسعت ضحكاتهم حتى وصلت إلى القهقهات، أما هو شعر بالإحراج فحمحم لكي يقلل من موقفه المحرج، بينما «خالد» سأله بخبث:
“ألا قولي يا ياسين أنتَ مبتنسهاش ليه؟”

إبتسم «ياسين» ثم رد عليه مُجيبًا إياه:

“مَن يَسكُن الرَوْحِ كَيْفَ لـِلقلب أن ينـساه؟”

وقبل أن يجيبه أيًا من الجالسين، رد «عامر» مُعقبًا:

“إيه دا هو أنتَ بتحب إسبونج بوب؟”

نظر له الجميع بتعجب مصحوب بالدهشة فقال بسرعة كبيرة بعد نظرتهم تلك:
“آه لامؤاخذة يا رجالة، دا التاني من يسكن البحر ويحبه الناس”

ضحك الجميع عليه حتى و صلت ضحكاتهم إلى القهقهات بينما «ياسين» نظر له بحنقٍ ثم قال:
“منك لله خرجتني من الحالة اللي كنت فيها”

وبعد توقف ضحكات الجميع تحدث «ياسر» قائلًا:
“تعالى بقى إتفرج على الحاجة اللي جبناها عقبال حاجتك”

أومأ له «ياسين» ثم قام لكي يرى ما قام أصدقائه بشرائه.
______________

بعد إنتهاء الأمسية في منزل «ميمي» ذهب كل شابٍ منهم إلى بيته، وصل «ياسين » منزله وجد والدته في إنتظاره، فسألته قائلة:
“إتأخرت ليه دا أنا مستنياك من زمان، أجبلك تاكل؟”

حرك رأسه نفيًا ثم قال:
“أتأخرت علشان روحت لميمي، وبصراحة كدا كلت هناك”

أومأت له والدته ثم قالت:
“طب كويس طالما إطمنت عليك خلاص”
وقبل أن تتركه وتتوجه إلى غرفتها صدح صوت هاتفه برقم «خديجة» أخرج الهاتف وهو يظنه أحد أصدقائه وحينما رآى إسمها وقف بسرعة كبيرة تحت نظرات التعجب من والدته فقالت له:
“أنتَ عبيط يلا ولا إيه مالك؟”

توتر هو نتيجة حركته تلك فقال بسرعة:
“لأ مفيش عن إذنك ، بصي تصبحي على خير”

ركض إلى غرفته بعد جملته تلك، أما والدته فضربت كفًا بالأخر ثم قالت:
“لأ دا مجنون بجد، بس والله شكلها خديجة ورا جنانه دا”

دخل غرفته وقام بالرد عليها بسرعة كبيرة وهو يقول:
“والله العظيم ما مصدق نفسي إنك بتتصلي بيا كدا”

أما هي فور إجابته على مكالمتها شعرت بالتوتر أكثر، لكنها حاولت إستجماع بعض الشجاعة وهي تقول:
“أنا…أنا بس..أنا بصراحة كدا عاوزة أشكرك على اليوم كله”

إبتسم على حديثها ثم قال:
“من العفو بس أنا مش غريب علشان تشكريني، بس على العموم دي بداية حلوة إنك تكلميني، إحنا بدأنا تطوير الذات من نفسنا اهوه”

إبتسمت بسخرية ثم قالت:
“ياريتها كانت على قد كدا وبس، لسه فيه حاجات تانية كتير محتاجة تتغير”

وافقها في الحديث قائلًا:
“وأنا معاكِ في اللي أنتِ عاوزاه وزي ما قولتلك أنا معاكِ علطول”

إبتسمت على حديثه ثم قالت:
“شكرًا يا ياسين على كل حاجة أنتَ بتعملها وهتعملها علشاني”

زفر بقوة ثم قال:
“يعني كلمة شكرًا دي بقت سخيفة أوي بجد، فيه حاجات كتير تانية أحلى منها”

سألته مُستفسرة دون وعي:
“طب زي إيه طيب؟”

كان على وشك أن يجيبها لكنه إبتسم ثم قال:
“هيجي يوم وتعرفيها لوحدك”

يُتَبَع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى